إصدار يوثق لسيرة الاعدادية المركزية في الموصل
فارس السردار
عن مكتبة حسام للنشر والتوزيع في الموصل صدر كتاب ( الاعدادية المركزية في الموصل سيرة مدرائها ومدرسيها ونخبة من طلبتها) للباحث الأستاذ ميسر محمد الذنون وحسب ما أشار اليه الباحث أن هذا الاصدار تزامن مع مناسبة إعادة إعمار الإعدادية المركزية للبنين في الموصل، هذا الصرح الثقافي والعلمي واستذكاراً لإداراتها المتعاقبة وهيأتها التدريسية وطلبتها، محاولاً رصد السير الذاتية للمذكورين وقد تعمق الباحث بإبراز أدوار النُخب من طلبتها والذين تفوقوا بتحصيلهم العلمي والأدبي وكذلك المناصب التي شغلوها وتدرجوا فيها في الدولة العراقية والغاية تقديم نماذج من هذا الجهد للأجيال القادمة، ليصبح هؤلاء النخب نبراساً يحتذى به من قبل طلبة العلم مستقبلاً، عبر نموذج واحد من مدارس المدينة التي لم تقل بمخرجاتها وعطائها عن ما أنجزته الاعدادية المركزية من عطاء ثر.
والذي يلفت الانتباه أن هذه الرحلة بمجملها لم ترصد سيرة حياة الأشخاص المشار اليهم فقط بل تجاوزت ذلك بالتذكير بالأصول والانساب ومحلات السكن والمدارس التي انجزوا فروضهم فيها، والمنجزات الشخصية لكل منهم والذين بالنتيجة يمثلون حركة مجتمع عبر مجموعة من التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على الرغم من أنها تمر بالسياق عبر اشارات، لكنها ترسم بالنهاية حركة مجتمع لم يتخلف في حراكه عن باقي العالم فأنتج علماء وأدباء وقادة سياسيين واقتصادين ومربين. الجميع يدخلون في فضاء الكبار لما بذلوه من جهد واجتهاد. والملاحظ أيضاً أن هذا الرصد لـ(62) مدير و(103) مدرس و ( 552) طالب ممن تم اختيار عرض سير حياتهم من مجموع خريجي الاعدادية قسم منهم يعود تاريخ تولدهم الى ما قبل 1900 ممتدا الى وقتنا الحاضر.
أي أن الكتاب يعود بنا الى الرعيل الاول من المدراء والمدرسين والطلاب الذين يمثلون الموجة الجديدة وصولاً الى العصور الحديثة والتعليم الحديث الذي أهل أغلبية تلك الاجيال بالالتحاق بالجامعات خارج المدينة وفي العاصمة بل خارج العراق. ليمثلوا حلقة وصل مع العالم الخارجي بتفوقهم وسفارتهم. وكما هو معروف أن تاريخ العالم هو تاريخ رجاله العظماء.
الكتاب بمجمله لا يقتصر على سرد سير ذاتية فقط رغم أنه يتحرك من خلالها. الا أنه وثيقة تاريخية برؤية مختلفة عن رصد المؤرخ الاكاديمي، واهميته أن أغلب السير هي بأقلام اصحابها.
ممتع أن نستذكر أساتذتنا، وزملاء المرحلة الدراسية وممتع أن نجد أنفسنا متراصفين مع أسماء كبيرة سبقتنا بمنجزها وممتع أيضا أن نكون ضمن سلسلة الارتقاء الذي ساهم في دفع عجلة المجتمع العلمية والادبية والفنية والصحية والعسكرية والادارية والتربوية في مدينتنا، وممتع أن نعود بذاكرتنا إلى تلك السنوات التي مرت سريعاً سريعاً.